مفهوم المواطنة فى الاصطلاح : تعددت التعريفات كالاتى :
مفهوم المواطنة من حيث اللغة : هى كلمة مشتقة من الوطن وهو محل الإقامة والسكن والانتماء والحماية والانتماء
فى السياسة هى صفة المواطن الذي يتمتع بالحقوق ويلتزم بالواجبات التي يفرضها عليه انتماؤه إلى الوطن
فى علم الاجتماع تم تعريف المواطنة: بأنها مكانة أو علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي (دولة) ومن خلال هذه العلاقة يقدم الطرف الأول (المواطن) الولاء، ويتولى الطرف الثاني الحماية، وتتحدد هذه العلاقة بين الفرد والدولة عن طريق أنظمة الحكم القائمة
وفى علم النفس : فالمواطنة هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن وللقيادة السياسية
وفى دائرة المعارف البريطانية: (علاقة بين فرد ودولة كما يحددها قانون تلك الدولة، وبما تتضمنه تلك العلاقة من واجبات وحقوق متبادلة في تلك الدولة
ومن هنا يمكن استخلاص تعريف للمواطنة بأنه ( الانتماء العضوى الذى ينشأ من علاقة الفرد بالدولة فى ضوء القانون وبما يفرضه من حقوق الفرد وواجباته )
وفي ظل المفهوم الجديد للعولمة ظهر ما يعرف بالمواطنة العظمى أو المواطنة العالمية وتعنى دمج الفرد فى العالم الكبير بمعنى شعور الفرد بان العالم كله وطن له وان الأرض جميعها مسكن له وهى تتطلب قيم مثل السلام، والتسامح الإنساني واحترام ثقافات الآخرين وتقديرها والتعايش مع كل الناس
والمواطنة بمفهومها القومي تعنى دمج الفرد فى الوطن محل سكنه فى ضوء الدولة الحديثة لها قيمها مثل: الولاء، وحب الوطن، وخدمة الوطن بإخلاص والتعاون والمشاركة في الأمور العامة بين المواطنين.
والمواطنة بمفهومها العالمي لا تلغى المواطنة بمفهومها القومي فبدون تلك الأخيرة لا وجود للمواطنة بمفهومها العالمي فكلاهما يقوى الأخر.
وبالتالى فالمواطنة تقوم على دعامتين هما 1- المواطنة الحقوقية 2- المواطنة التزامات وبدونهما لا ينجح اى نظام ديمقراطى
حقوق المواطنة وواجبات المواطن :
*** للمواطن حقوق مختلفة تتمثل فى :
1- الحقوق المدنية : هى الحقوق التى يتمتع بها الفرد فى الدولة مثل ( الحق فى الحياة الكريمة - الحق فى الملكية الخاصة - والأمان وحرية التنقل – وحق المواطن فى حماية خصوصيته وعدم التدخل فى شؤونه – المساواة أمام القانون - حرية الفكر والعقيدة والتعبير )
2- الحقوق السياسية : وهى تتمثل فى حق الفرد فى المشاركة فى إدارة شؤون البلاد مثل : ( حق الانتخاب – حق التصويت - حق فى التقدم فى الوظائف العامة فى الدولة ) وهى حقوق لا يحظى بها الاجنبى
3- الحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية :
( أ ) الحقوق الاقتصادية : مثل الحق فى العمل والانضمام للنقابات العمالية والحق فى الإضراب عن العمل
( ب ) الحقوق الاجتماعية : هى حق كل مواطن فى توفير الحد الأدنى من الأمن المادى والاقتصادى والرعاية الصحية والمسكن والغذاء
( ج ) الحقوق الثقافية : مثل حق كل مواطن فى التعليم وممارسة الثقافة والعلوم والفنون
**** واجبات المواطن : ( المسؤوليات ) كما أن للمواطن حقوق له واجبات يجب الالتزام بها وهى :
1- المسؤوليات الإلزامية : وهى الواجبات التى تفرضها عليه الدولة و يجب عليه الالتزام بها مثل ( الضرائب - احترام القوانين التى تسنها الدولة - الدفاع عن الوطن - الخدمة العسكرية - العمل - احترام الدستور - حماية ممتلكات الدولة - حماية أسرار البلد - تحقيق الوحدة الوطنية - الالتزام بالواجبات الدينية والوطنية والسياسية والصحية والثقافية ....... الخ )
2- المسؤوليات التطوعية : وهى التى يقوم بها الفرد طواعية دون جبر من احد مثل النقد البناء من اجل تنمية الدولة
3- وهناك واجبات عامة مثل مكافحة الأمية - الخدمة العسكرية - العمل بإخلاص .
وهذه الواجبات منطقية وضرورية فى ظل نظام اجتماعى يقوم على المواطنة يتساوى فيه الجميع فى الحقوق والواجبات .
**** قيم المواطنة :
1- المساواة : بين جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات بلا تمييز قائم على اى معيار دينى أو جنسي أو اقتصادى مثل حق المساواة أمام القانون وحق التعليم والعمل والجنسية
2- الحرية : مثل حرية العقيدة والتعبير عن الرآى والمناقشة والمشاركة فى المؤتمرات الاجتماعية والسياسية
3- المشاركة : مثل الحق فى تنظيم المظاهرات السلمية كما يصورها القانون والتصويت فى الانتخابات وتأسيس الأحزاب والجمعيات
4- تحمل المسؤولية : تتمثل فى دفع الضرائب - واحترام القانون والخدمة العسكرية
**** عناصر المواطنة :
1- الانتماء : بمعنى شعور الفرد بالانتماء الى مجموعة بشرية أو للوطن
2- الحقوق : التمتع بالحقوق الخاصة والعامة مثل الأمن والصحة والتعليم
3- الواجبات : مثل احترام النظام العام والدفاع عن الوطن والوحدة الوطنية
4- المشاركة : مثل المشاركة فى اتخاذ القرارات السياسة والانتخابات والترشح
**** مقومات المواطنة الصالحة : ( حب الوطن - تعزيز الثقافة الوطنية - احترام القيادة السياسية - الإيمان بالوحدة الوطنية - الاعتزاز بالمناسبات الوطنية والمشاركة فيها - التعاون مع أجهزة الدولة على الصلاح - الدفاع عن الوطن ضد اى معتد – التضامن الاجتماعى)
**** متطلبات المواطنة : تظهر المواطنة فى ظل مجتمع يحترم الحقوق والواجبات لذا فهى تتطلب ( دولة وطنية - نظام ديمقراطى يساوى بين الحقوق والواجبات - قانون يحدد الواجبات والحقوق - نظام اجتماعى يؤكد على حب الوطن - سلوك عملى يعبر عن احترام الوطن والدفاع عنه واحترام نظام الدولة على جميع المستويات )
**** الأسس التى تقوم عليه المواطنة :
1- المساواة بين المواطنين فى الحقوق والواجبات 2- وضوح الأهداف وقبول الأخر 3- وجود نظام تشريعى يقوم على الحرية
**** أهداف المواطنة :
1- دعم قيم الولاء والانتماء 2- الوصول الى المساواة الكاملة بين الجميع 3- تشكيل شخصية المواطن 4- بناء نظام سياسى مدنى
5- ضمان استمرار الدولة من خلال تمكين الفرد من حقوقه والدولة من حقوقها 6- التعايش مع الآخرين
أولا مفهوم المواطنة : المواطن هو الشخص المهتم بالشؤون العامة لبلادة والمخلص لها وهو الذى يسكن ارض ما ويكون طرف فى علاقة يحددها القانون بين الفرد والدولة بما تتضمنه تلك العلاقة من حقوق وواجبات
تاريخ المواطنة : يعد مفهوم المواطنة من أقدم المفاهيم السياسية والتربوية حيث بدأ ظهوره منذ زمن بعيد
1- عند بلاد الإغريق : وتقوم فكرة المواطنة فى المدن اليونانية القديمة على فكرة الديمقراطية كما بين أرسطو إن المواطن الحق هو مواطن الديمقراطية
2- مفهوم المواطنة فى القرن ال19 : تحدد من خلال العلاقة بين الفرد والدولة والمساواة بين الجميع أمام القانون والمشاركة فى الحياة السياسة
3- المواطنة فى المفهوم المعاصر أو الدولة الديمقراطية : وهو انتماء الفرد لدولة معينة يحترم قانونها ويلتزم بالتعايش السلمى مع الآخرين ويتمتع بكافة الحقوق والواجبات
4- مفهوم المواطنة فى الإسلام : هى مفهوم يعتمد على الحرية والمساواة فى الحقوق والواجبات دون إهدار لحقوق غير المسلمين وذلك من خلال عدم التميز بين المواطنين على اى أساس كما يتضح ذلك من خلال ( صحيفة المدينة ) التى أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابتها التى تضمنت الحقوق والواجبات والدفاع ضد الأعداء
ومن الحقوق التى اقرها الدين الاسلامى لغير المسلمين ( حق العمل والكسب - حرية العقيدة - حماية الأعراض - الحماية من العدوان الخارجى - التامين ضد العجز والشيخوخة والفقر وهذا يتضح من موقف عمر الذى أعطى للعجوز اليهودى الذى كان يستول فى المدينة راتب شهريا له ولأمثاله كما بين الرسول انه من اعتدى على ذميا فرسول الله صلى الله عليه وسلم خصيمه يوم القيامة
*** دور المؤسسات التربوية فى تنمية الوعى بالمواطنة :
لا يمكن أن تتحقق المواطنة دون أن تقدم من خلال عملية التربية التى تقوم بها كل المؤسسات التروية مع الأسرة مثل :
1- الأسرة : هى المؤسسة الأولى التي تقوم بتشكيل شخصية المواطن وتقويم سلوكه وأخلاقه وتوجهه نحو المواطنة وتنمية حسهم الوطنى من خلال توجيه الفرد الى احترام الأنظمة والقوانين فالآباء قدوة حسنة للأبناء ويمكن للآباء الاعتماد على عدة وسائل فى تنمية روح المواطنة من خلال الحديث حول المواطنة - توفير الكتب والقصص المحفزة لحب الوطن - تعريف الأبناء بالرموز الوطنية التى خدمت الوطن فى كل المجالات
2- المدرسة : هى حجر الأساس فى إكساب الأطفال قيم المواطنة وواجبات المواطن من خلال ( تعريفهم الحقوق والواجبات - احترام الأخر - التأكيد على دور المعلم لتنمية قيم المواطنة من خلال القدوة الحسنة أمام طلابه - إعطاء أمثلة واقعية لإدارة الفصل بنظام ديمقراطى يقوم على المساواة بين الطلاب )
3- المجتمع : الإنسان كائن سياسى لا يستطيع العيش فى المجتمع بمفردة فهو يحتاج إلى الحياة فى ظل مجتمع يشعر فيه بالولاء لذا يجب على مؤسسات المجتمع المدنى الاهتمام بتنمية الوعى بالمواطنة فى المجتمع التى تعمل فيه
مفهوم السياسة : لغويا : مشتقة من ساس بمعنى تيسير الأمور ورعايتها
والسياسة هى الطريقة التى يتم بها تنظيم حياة الأفراد داخل مجتمع ما من خلال أجهزة الدولة المختلفة بما يؤدى إلى تحقيق النظام والاستقرار
الوعى السياسى : هو قدرة الفرد على فهم الأوضاع السياسية فى البلد وعلى مستوى العالم وربط الأحداث وتحليلها بما يؤدى إلى تغير الوضع القائم
ويتكون الوعى السياسى من 1 – الرؤية الشاملة 2- الإدراك الناقد 3- الإحساس بالمسئولية 4- الرغبة فى التغيير
عناصر الوعى السياسى : 1- معرفة الفرد بالواقع السياسى لمجتمعه وللعالم ( معرفة ما هو كائن )
2- الإلمام بالبدائل المختلفة كحلول للمشكلات ( معرفة ما ينبغى أن يكون ) 3- فهم جيد للتيارات السياسية السائدة فى الواقع
أهمية الوعى السياسى : 1- يعمل على تحقيق الديمقراطية والعدالة والمساواة فى المجتمع
2- يعمق من معانى الانتماء والولاء للوطن 3- تنوير بصيرة المواطن بحقوقه وواجباته المدنية والقانونية فى المجتمع
4- يساعد على فهم قضايا الوطن ومشكلاته 5- يساعد على تكوين الشخصية القادرة على المناقشة والتحليل وفهم الواقع
· وسائل تكوين الوعى السياسى : التوجيه المباشر من خلال الإعلام - الخبرات السياسية المكتسبة - التعلم الذاتى عن طريق قراءة الصحف ومتابعة الأحداث
· العوامل المؤثرة فى الوعى السياسى :
1- نوع الثقافة السائدة ( ثقافة المشاركة تؤدى إلى وعى مشارك ايجابي ) ( ثقافة التبعية تؤدى إلى اتجاهات سلبية ) ( محدودية الثقافة تؤدى إلى وعى محدود ومشاركة محدودة )
2- وجود أحداث كبرى مثل المعارك العسكرية 3- مستوى التعليم : حيث يزيد الوعى السياسى لدى المتعلمين عنه من الإنسان الغير متعلم مع وجود استثناءات حيث يتمتع بعض الأفراد ببعض القدرات والمواهب أو وجود زعيم سياسى يعمل على تكوين الوعى السياسى لدى الكثيرين
كيف يمكن قياس الوعى السياسى :
1- الاستبيان : حيث توجه مجموعة من الأسئلة عن الحكم والسياسة على المستوى المحلى والعالمى لمعرفة حجم المعلومات عند الفرد
2- المواقف : قياس سلوك الفرد فى بعض المواقف مثل الانتخابات
3- المقابلات والمجموعات النقاشية : حيث يتم قياس الحرص على متابعة وسائل الإعلام المختلفة
هذه الوسائل تؤدى إلى الحصول عن معلومات تتعلق بالكيف لا بالكم
ملامح أزمة الوعى السياسى :
1- أزمة الهوية : تتعلق بعدم معرفة أفراد المجتمع لطبيعة نظامهم السياسى وبالتالى لا يقدروا على تحديد حقوقهم أو كيفية التعامل مع المواقف المختلفة
2- أزمة الاندماج الاجتماعي : وهو إن الأفراد يجتمعون حول تقسيماتهم الطائفية فيغيب الوعى السياسى ويحل محله التعصب وهذا نتيجة التخلف
3- أزمة المشاركة : هو عزوف الفرد عن المشاركة فى الحياة السياسية
أسباب ضعف الوعى السياسى :
1- النظام الشمولى : الذى يجعل الفكر السياسى للأفراد يدور حول أشياء محددة تخدم هذه الأنظمة وتبعده عن التفكير فى الدستور وغيره
2- التخلف الاجتماعي والثقافى : مثل الأمية - تهميش دور المرأة - التعصب
3- ضعف العدالة الاقتصادية : فالفقر من أهم العوامل التى لا تسمح للفرد بالمشاركة فى الحياة السياسية فضعف الحالة الاقتصادية ينعكس على الوعى السياسى
الآثار السلبية لغياب الوعى السياسى :
1- فقدان الرؤية الواضحة لنضوج المجتمع فتنهار قيم الحياة 2- عدم التعرف على واقع المجتمع من قوة وضعف
3- يدمر الديمقراطية ويضيع على الشعب فرص اللحاق بالدول المتقدمة
وسائل تنمية الوعى السياسى :
1- التدرج فى توعية الأفراد بالحقوق والواجبات وترسيخ مبدأ المواطنة
2- تعميق مبدأ الحوار فى حل الخلافات السياسية بعيدا عن التطرف
3- إشاعة مفهوم الأغلبية والأقلية بشكله الصحيح
4- تنظيم علاقة المواطن بالدولة من خلال قوانين عادلة
5- إشاعة مبدأ العدالة الاقتصادية من خلال حل المشاكل الحياتية مثل البطالة و الفقر
6- تكليف الأفراد بعمل أبحاث سياسية مما تكون لديهم المعرفة السياسية
7- إقامة ورش عمل لمناقشة الأوضاع السياسية المختلفة فى الواقع
الوعى السياسى فى الإسلام : عملية متعددة الجوانب تهدف إلى الحفاظ على وجود الأمة وكيانها ورعاية شئونها فى كافة المجالات وهذا يدل على أنها مسئولية فردية وجماعية يشارك فيها الجميع من اجل الحفاظ على هوية الأمة الإسلامية فى ظل الظروف الراهنة التى يحارب فيها أعدائنا أولادنا ويريد استقطابهم ومحو ثقافتهم الإسلامية وبالتالي يعرف الوعى السياسى فى الإسلام على انه ( إدراك الفرد لما حوله على أساس العقيدة الإسلامية ومن خلال علاقته بالأمة والمجتمع الذى يعيش فيه والعمل على تحقيق نهضتها ورقيها )
صناعة الوعى السياسى :
عملية تتضمن عملية بناء مستمرة للوعى السياسى لأولادنا وحماية تراثهم الثقافى وحمايتهم من الغزو الثقافى الذى يهدف إلى تهميشهم الدائم وخلق جيل ضعيف الإيمان والإرادة وبالتالى فالوعى السياسى عملية تحتاج إلى جهود كبيرة وخطط متنوعة لاستخدام كل وسائل التقدم لخدمة دينا وامتنا وبالتالى فهى عملية متجددة ومستمرة يحتاجها كل الناس بمختلف مستوياتهم العلمية وعلى طول مشوار حياتهم
المسئول عن صناعة الوعى السياسى " العلماء والباحتين والمفكرين والقادة والدعاة وكل من له القدرة على التأثير فى الراى العام من اجل تحقيق الانجاز والإصلاح والتغيير والتقدم
وسائل صناعة الوعى السياسى : لتحقيق الوعى السياسى لابد من امتلاك :
1- القدرة على الوصول للفئة المستهدفة من خلال الإعلام وتقديم الإجابات المناسبة لتكوين وعى جاد حقيقى
2- تقديم الإجابات المقنعة لما يتعرض له الفرد من محاولات للتأثير عليه حتى نخرجه من الحيرة إلى اليقين