ظروف نشأة الفرق الاسلامية
كانت بداية الحركات الفكرية فى صدر الإسلام يغلب عليها الطابع الدينى لأنها اهتمت بمناقشة ما جاء به الدين الجديد من تعاليم ومبادئ اسلامية وما تضمنه القرآن الكريم من موضوعات لم يكن العرب على علم بها وقد استخدموا جدهم العقلى فى تفسير هذه القضايا لإرساء دعائم الدين الجديد وقد تمثلت الحركات الفكرية الأولى فى الإسلام فى حركتين هما :
وفيما يلى مقارنة بينهما
علم اصول الفقه | علم الكلام |
1- أول حركة فكرية ظهرت فى إلاسلام بعد وفاة رسول الله 2- كانت إسلامية خالصة أى لم تتأثر بأى عناصر أجنبية 3- يهدف إلى استخدام النظر العقلى للاجتهاد فى شئون الدين لاستنباط إلاحكام الفقهية من النصوص المجمعة للأشياء التى لم يرد ذكرها صراحة فى الكتاب والسنة 4- أشهر المذاهب الفقهية : ( مالك – أبو حنيفة – الشافعى – ابن حنبل ) | 1- كانت ثانى حركة فكرية ظهرت فى إلاسلام فى بداية الحياة العقلية للمسلمين 2- كانت إسلامية فى البداية ثم تأثرت بالعلوم الفلسفية وإلاجنبية 3- تهدف إلى أ- الدفاع عن الدين ضد مهاجمية بإلادلة والبراهين العقلية دون إلاقتصار على النصوص الدينية ب- حل المشكلات العقلية فى إلاسلام مثل مشكلة الحرية 4- اشهر الفرق : الجهمية – المعتزلة – الأشاغرة |
س: ما سمات الحركات الفكرية الفقهية ؟
1- اسلامية خالصة.
2- نابعة من صميم الدين الإسلامى.
3- مرتبطة بظروف المجتمع الإسلامى.
4- حركة أصلية فى الإسلام لم يدخلها أى عناصر أجنبية أو مؤثرات خارجية ومن أشهر المذاهب أبو حنيفه – ابن حنبل – الشافعى- مالك
* جهم بن صفوان *
الموقف العام للجهمية :
Ø مؤسس الفرقة : جهم ابن صفوان وهو من غلاة القائلين بالجبرية ونفى الحرية عن الإنسان
Ø منــــهج الفرقة : نقلى بمعنى إلاقتصار على النصوص الدينية بدون تأويل أو تفسير .
رأى جهم فى الحرية |
1- نفى جهم عن الإنسان كل قول بالحرية وقال :
(الإنسان مجبر على كل أفعاله وتصرفاته فلا يوصف بالقدرة ولا الاستطاعة ولا حرية له ولا اختيار ولا إرادة ) .
2- تنسب إلافعال مجازا إلى الإنسان كما تنسب إلى الجمادات مثل قولنا تحرك الحجر وطلعت الشمس .
3- إن الله هو الفاعل الوحيد وهو المحيى والمميت والمدبر لكل شئ .
4- القضاء والقدر عند جهم : ان كل شئ محدد سلفا منذ إلازل ونحن مجرد منفذين لإرادة الله فالله خلق المؤمنين مؤمنين قبل الوحى والكافرين كافرين وإلانبياء أنبياء قبل نزول الوحى وبالتالى يكون الثواب والعقاب جبرو الإيمان والكفر جبرو التكليف جبر .
5- كان مبرر جهم هو أن الله هو الخالق الوحيد لكل ما فى الوجود وأن القول بحرية الإنسان يتنافى مع القول بوحدانية الله لأن معنى حرية الإنسان يعنى أن الإنسان خالق أفعاله بنفسه وبالتالى يكون شريك لله فى عملية الخلق لذا نفى جهم كل قول بالحرية .
6- هناك من الآيات التى ظاهرها توحى بأن الإنسان مجبر مثل قوله تعالى :
{ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى } {وَمَا تشاءون إلا أَن يَشَاء اللَّهُ } .
نشأة المعتزله وموقفها العام
Ø مؤسس الفرقة : واصل بن عطاء وهو من تلاميذ الحسن البصرى .
Ø منهج الفرقة : عقلى يعتمد على الأدلة والبراهين العقلية دون الاقتصار على النصوص الدينية .
Ø سبب النشأة : الخلاف الذى دار بين واصل ابن عطاء وأستاذه الحسن البصرى حول مسائلة مرتكب الكبيرة فيرى واصل أنه ليس بمؤمن ولا كافر وإنما هو فى منزلة وسط بين المنزلتين ( الفسق ) فرفض الحسن هذا الرأى فغضب واصل وترك مجلس الحسن البصرى هو واتباعه فقال الحسن لقد اعتزلنا واصل لذا سميت فرقة واصل باسم المعتزلة واسم المنزلة بين المنزلتين وأهل العدل والتوحيد .
موقف واصل من الحرية :
1- ارتكزت هذه الفرقة على العقل فى تفسير أمور الدين ومشكلة الحرية لذلك يعد واصل أكثر عقلانية من جهم لأنه أكد على حرية الإنسان 0
2- اعتمدت على فكرة الكمال إلا لهى ويقول طالما ان الله كامل فلابد ان يكون عادل لان الظلم يتنافى مع الكمال
3- هذا العدل الإلهى يستلزم حرية الإنسان بالضرورة .
4- يؤكد واصل أن الله عندما خلق الإنسان وضع فيه قدرة محدودة تساعده على تنفيذ الأوامر والنواهى
( التكليفات ) لأن الله لا يكلف العبد إلا ما يطيقه .
5- الثواب والعقاب والجنة والنار فى الآخرة والتكليفات دليلا على حرية الإنسان
6- لو كان الإنسان مجبرا فلماذا الثواب والعقاب والتكليف .
يرى واصل إن حرية الإنسان ليست شركا بالله بسبب هذه القدرة المحدودة التى وضعها الله فى الإنسان لكى يكون الله عادلا عندما يحاسب العبد فى الآخرة
الدليل على حرية الإنسان:
أ- الأوامر والنواهى والتكليفات التى تتطلب قدرة وحرية كافيه للتنفيذ وانعدام هذه القدرة وتلك الحرية تسقط التكليف.
ب- الثواب والعقاب اللذان يفترضان أن الإنسان حر ومخير حتى يكون عقاب الله له قائما على العدل.
رد المعتزله على ذلك بأن الله سبحانه وتعالى عندما خلق العبد خلق فيه القدرة المحدودة لكى تساعده على تنفيذ التكليفات والأوامر الإلهية ولكى يكون الله عادلاً عندما يثيب المطيع ويعاقب العاصى.
*** أبو الحسن الأشعرى ***
ظروف نشأتها وموقفها العام
1- تنسب فرقة الأشعرية إلى أبو الحسن الأشعرى
2- ومن مبررات التوسط والاعتدال عند الأشعرى أنه عاش وعاصر المنازعات التى نشأت بين الفرق الإسلامية حتى كفر بعضهم البعض وتحاربوا مع بعضهم البعض مثل الشيعة والخوارج – والمرجئة – الجبرية – المعتزله ... إلخ.
3- هذه المنازعات والحروب أدت إلى تشتيت عقول المسلمين حتى أصبح من الصعب معرفة الحقيقة فى هذا الجو المتلاطم بالأفكار حتى كاد غالبية المسلمين يفقدون الثقة فى أصحاب هذه الفرق المتنازعة وهذا ما دعا الأشعرى إلى موقف التوسط والاعتدال لجمع كلمة المسلمين وتوحيد فكرهم.
| نقد الأشاعرة للجهمية | نقد الأشاعرة للمعتزلة |
العيوب | عاب عليهم تطرفهم فى سلب الإنسان كل حرية ممكنة مما يؤدى ذلك إلى سقوط التكليف | عاب عليهم أنهم جعلوا العبد يخلق أفعاله بنفسه حسب إرادته وهذا يعنى إن العبد يشارك الله فى عملية الخلق وهذا شرك بالله |
المزايا | أشاد برآيهم فى انهم أرادوا أن يجعلوا الله هو الخالق الوحيد لكل شئ حفاظا على التوحيد | أشاد برأيهم فى أن القول بالحرية يثبت وجود التكليف ويبرر الثواب والعقاب |
نظرية الكسب |
على الرغم من نقد الأشاعرة لكل من الجهمية والمعتزلة إلا انه تأثر بهم حيث جمع مزايا كلا منهما واستبعد العيوب فى نظرية جديدة هى نظرية الكسب ( أي أن موقفه وسط بينهما ) ونظرية الكسب تعنى :
التلازم والاقتران بين إرادة العبد وخلق الله للفعل :
Ø ( بمعنى الرغبة للفعل من شان العبد وخلق الفعل من شأن الله وحده ) فإذا أراد العبد فعلا خلقه الله له فيكون الفعل من خلق الله من كسب العبد
1- فإذا أراد العبد خيرا كالصلاة أو الزكاة وغيرها فان الله يخلق له الأفعال التى تساعده على ذلك ويسمى مطيع لله ويستحق دخول الجنة
2- وإذا أراد العبد شرا كالقتل أو السرقة فان الله يخلق له الأفعال التى تمكنه من هذا الفعل وفى هذه الحالة يسمى عاصى لله ويستحق العقاب ودخول النار
3- ومعنى ذلك أن الله يحاسب العبد فى الآخرة على نيته أو إرادته ويكون الإنسان مكتسب لأفعاله حسب نيته 0
** ابن رشــد**
1- ابن رشد هو فيلسوف مسلم يلقب بالشارح الأكبر لأنه تناول فلسفة أر سطو بالشرح والتحليل وترجمها إلى اللغة العربية .
2- تعلم الفقه وتولى القضاء وترقى فى المناصب حتى وصل منصب قاضى القضاة .
موقف الغزالى من الفلسفة | دفاع ابن رشد عن الفلسفة |
1- هاجم الغزالى الفلسفة وقلل من شأنها ورفع من شأن الدين والتصوف 2- ألف كتاب ( تهافت الفلاسفة ) كفر فيه كل الفلاسفة المسلمين الذين تاثروا بالفلسفة اليونانية | 1- أدى هجوم الغزالى على الفلسفة إلى تدهور مكانة الفكر الفلسفى فى المجتمع الإسلامى 2- لذا حاول ابن رشد الدفاع عن الفلسفة وان يعيد لها مكانتها ويرفع من شأنها 3- ألف كتاب يرد على الغزالى اسمه (تهافت التهافت )حاول فيه التوفيق بين الفلسفة والدين ولذا فإن ابن رشد أكبر مدافع عنها |
Ø التوفيق بين الفلسفة والدين :
أتلف ابن رشد كتاب ( فصل المقال بين الحكمة والشريعة من الاتصال ) حاول فيه التوفيق بين الفلسفة والدين مؤكدا انه لا تعارض بين الفلسفة والدين كالتالى :
1- إن هدف كلا من الفلسفة والدين هو الوصول إلى الحقيقة لذا لا تعارض بين الفلسفة والدين
2- إن الدين الإسلامى حث المسلمين على التفكير والتأمل والنظر العقلى فى الحياة وهى نفس وظيفة الفلسفة إذًا لا تعارض بين الفلسفة والدين 0
Ø موقف ابن رشد من مشكلة حرية الإرادة :
1- الإقرار مقدما بصعوبة المشكلة : أكد ابن رشد أن المشكلة صعبة وهذا هو السبب الرئيسى فى اختلاف الآراء حولها .
2- نقد ابن رشد للمتكلمين :
نقد ابن رشد للجهمية | نقد ابن رشد للمعتزلة | نقد ابن رشد للاشاعرة |
يقول ابن رشد لو افترضنا مع جهم أن الإنسان مجبر على كل أفعاله لادى ذلك إلى سقوط التكليف وتشلبه الإنسان مع الجماد وهذا غير صحيح | يقول ابن رشد لو افترضنا مع واصل أن الإنسان حر الإرادة لادى ذلك إلى وجود افعال تتم على غير مشيئة الله وارادته ووجود خالق اخر للافعال غير الله وهذا شرك بالله وهذا غير صحيح ايضا | يرى ابن رشد أن الأشاغرة فشلت فى تحقيق التوسط بين الجهمية والمعتزلة فالوسط ليس له وجود فى نظرية الكسب فالفرق بين إرادتى وتحريك يدى ليس دليلا على أن الله خالق لى الفعل ولو افترضنا صحة قول إلأشعرى فكيف يحاسبنا الله على فعل خلقه الله لنا بنفسه ؟ لذا يقول ابن رشد انه يجب أن تكون المسؤولية على الإنسان كاملة غير منقوصة 0 |
3- موقف ابن رشد من الحرية ( رأيه ) :
Ø على الرغم من نقد ابن رشد لتوسط الأشاغرة إلا انه اتخذ موقفا وسطا ولكن توسط ابن رشد كان أكثر عقلانية حيث ميز ابن رشد بين عالكين :
ا-عالم الإرادة الداخلية : وهو عالم متروك للإنسان يفعل فيه ما يشاء بشرط ان لا يتعارض مع عالم الأسباب الخارجية التى قدرها الله فى العالم الخارجى .
ب- عالم الأسباب والظواهر الخارجية : وهو الذى قدره الله بمشيئته الإلهية ووضع فيه الحوادث المعروفة باسم القدر إلا لهى وتسير وفق نظام محكم ودقيق ومحدد
وتنشأ حرية الإنسان من ارتباط العالمين معا وعدم تعارضهما فأفعالنا لا تتم إلا بتوافقها مع عالم الأسباب والظواهر الخارجى .
وإذا حدث تعارض بين العالمين يخضع الإنسان لسيطرة القدر ويسمى فى هذه الحالة أسير القدر إلا لهى ولا يحاسب على هذا الفعل 0
مشكلة الحرية عند محمد عبده |
*** الإمام محمد عبده ***
ظروف العصر الذى نشأ فيه:
1 - تعليمه فى الأزهر الشريف وكان علماء الأزهر فى عصره يتسمون بالجمود العقلى
2- شارك فى الثورة العربية ونفى خارج البلاد وسجن
3- التقى فى النفى بجمال الدين الافغانى وتأثر محمد عبده به وشاركا معا فى إصدار مجلة العروة الوثقى والدعوة إلى تأسيس الجامعة الإسلامية بهدف نشر الوعى الاسلامى 0
واثر محمد عبده فى زعماء الإصلاح الذين يمثلون مدارس إصلاحية كاملة مثل :
1- المدرسة السياسية : بقيادة سعد زغلول 2- المدرسة الدينية : بقيادة الشيخ محمد مصطفى المراغى
3- المدرسة الاجتماعية : بقيادة قاسم أمين 4- المدرسة الفلسفية : بقيادة الشيخ مصطفى عبد الرازق 0
هذا بإلاضافة إلى مدارس أخرى من أصحابها عبدالله النديم وطه حسين وغيرهم 0
س / قامت فلسفة محمد عبده الإصلاحية على خمس مبادئ نلقش ؟
Ø أثرت فلسفة محمد عبده الإصلاحية فى رأيه فى الحرية حيث قام رأيه على خمس مبادئ هى :
1- الإنسان حر بشهادة العقل والشريعة : فالعقل يشهد للانسان بالحرية لان الإنسان يختار إلاعمال ويزن نتائجها بعقله ويقدرها بإرادته وكل إلافعال تنسب لصاحبها والشريغة قامت على حرية الإنسان وهناك العديد من الآيات التى تؤكد حرية الإنسان مثل قوله تعالى ( كل نفس بما كسبت رهينة ) صدق الله العظيم
2- حرية الإنسان ليست مطلقة : يؤكد محمد عبده ان حرية إلانسلن ليست مطلقة ولكنها محدودة ومتناهية لان هناك العديد من القوى التى تحيط بنا وتحد من حريتنا وإلانسان كائن ناقص ومتناهى وحريته محدودة بحدود قدرته والحرية المطلقة تتطلب قدرات مطلقة لا تتوفر إلا فى الذات إلالهية
3- حرية الإنسان ليست شركا بالله : يختلف محمد عبده مع الجهمية وإلاشاعرة الذين يرون ان حرية الإنسان شركا بالله ولكن محمد عبده يؤكد انها ليست شركا بالله لان مفهوم الشرك فى الدين معناه إلاعتقاد بوجود قوة اخرى غير قوة الله تفوق قوة الله أو تساويها وهذا غير متوفر فى حالة حرية الإنسان فى تنفيذ أفعاله المحدودة 0
4- القضاء والقدر معناه اسبقية العلم الإلهى : يرى محمد عبده ان القضاء والقدر لا يعنى الجبر وإلالزام وانما يعنى اسبقية العلم الإلهى بمعنى ان الله يعلم ان فلان سوف يصدر عنه خيرا يثاب عليه وان فلان سوف يصدر عنه فعل كذا فى المستقبل وهو شر سوف يعاقب علية وهذا لايعن الجبر لان كل ما يدخل فى علم الله سوف يتحقق بالضرورة لان الله قد احاط بكل شئ علما وان مما تأباه عقولنا ان نتصور ان مجرد العلم بالمستقبل يمنع القول بالحرية
5- التوكل ليس جبرية واستكانة وانما ثقة بالله فى السعى والعمل : اراد محمد عبده استنهاض همة المسلمين الذين تركوا العمل بحجة التوكل مما ادى إلى ازدياد تخلف إلامة إلاسلامية مستندين فى ذلك إلى الفهم الخاطئ للحديث الشريف ( لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير
تغدوا خماصا وتروح بطانا) ويرى محمد عبده ان الرسول الكريم لو قصد هذا الفهم لقال لرزقكم كما يرزق الطير تلبث فى اعشاشها وتفتح افواهها 0