الحمدلله رب العالمين وافضل الصلاة واتم التسليم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين :
ودتت ان اذكر لكم قصة قصيدة الاصمعي التي قالها للخليفة العباسي ابو جعفر المنصور وانتم جميعا ترفونها الا ما رحم ربي تبدا هذه القصة بعد ان عجز الشعراء عن الايتاء بقصيدة جديدة لا يحفظها ابو جعفر فلقد كان الخليفة ابو جعفر يحفظ القصيدة عندما يسمعها من مرة واحدة وكان له غلام يحفظها من مرتين وجارية من ثلاث مرات وكان ابو جعفر قد عرض على الشعراء انه من ياتي بشعر جديد لا يحفظه احد يعطيه بوزن الذي كتبه عليه ذهبا فاتى احد الشعراء الى الخليفة العباسي وقد نظم قصيدة طويلة ووقف امام الخليفة قال له تعرف الشروط قال نعم ان كانت القصيدة من قولي تعطيني وزن الذي كتبته عليه ذهبا وان لم تكن من قولي لا تعطيني عليها شيئا قال له نعم قل فقال قصيدته فلما انتهى منها قال له الخليفة العباسي انني احفظها منذ زمن بعيد قال الشاعر في قلبه توارد الافكار في بيت او بيتين جائز ولكن قصيدة كاملة كيف حصل هذا فقال لا وهناك غيري يا غلام وكان الغلام خلف الستار فقال القصيدة باجمعها فبدا الشاعر يشك انه ليس بشاعر قال الخليفة لا وهناك غيره فنادى الجارية فقالت القصيدة كلها فقال الشاعر لا انا لست بشاعر وفي المكان الذي يجتمع فيه الشعراء اتاهم االاصمعي فقال لهم ما بكم قالوا اما رايت ما الذي يحصل في دار الخليفة قال وماذا يحصل قالوا ننظم الشعر طوال اليوم ثم نكتشف ان ثلاثة يحفظونها قبلنا قال هذا في دار الخليفة قالوا نعم قال ان في الامر مكرا وحيلة فتنكر الاصمعي حتى لا يعرف وذهب الى دار الخليفة قال له تعرف الشروط قال له نعم ان كانت من قولي تعطيني وزن الذي كتبته عليه ذهبا قال نعم قل قال :
صوت صفير البلبل
هيج قلبي الثمل
الماء والزهر مع
مع زهر لحظ المقل
وانت يا سيدلي وسيدي وموللي
فكم فكم تيمني غزيل عقيقل
قطفته من وجنة
من لثم ورد الخجل
فقال لالالللا
وقد غدا مهرول
والخوذ مالت طربا
من فعل هذا الرجل
فولولت وولولت ولي
ولي يا ويللي
فقلت لا تولولي
وبين الؤلؤلي
قالت له حين كذا
انهض وجد بالنقل
وفتية سقونني
قهوة كالعسلل
شربتها بانفي
ازكى من القرنفل
في وسط بستان حلي
بالزهر والسروللي
والعود دن دندللي
والطبل طب طب طبلي
والسقف سقسقسقلي
شوى شوى وشى هشو
على ورق سفرجل
وغرد القمري يصيح ملل في ملل
ولو تراني راكبا على حمار اهزل
يمشي على ثلاثة كمشية العرنجل
والناس ترجم جملي
بالسوق بالقلقللي
والكل كعكعكعكع خلفي ومن حويللي
لكن مشيت هاربا
من خشية العرنجل
الى لقاء ملك معظم مبجل
يامرني بخلعة حمراء كالزمزمل
اجر فيها ماشيا مبغددا للريل
انا الاديب الالمعي
من حي ارض الموصل
نظمت قطعا زخرفت
يعجز عنها الادبل
اقول في مطلعها
صوت صفير البلبل
اراد ان يتذكر الخليفة شيئا من القصيدة لم يحصل شيئا نادى الغلام والجارية ولم يحفظا منها شيئا فقال له يا اعرابي هات ما كتبته عليها نزنه ونطيك بوزنه ذهبا قال له الاصمعي لقد ورثت عمود رخام من ابي نقشت عليه القصيدة نقشا وهو على ظهر الناقه لا يحمله الا اربعة من الجنود فوزنوه واخذ كل ما في الخزنة لكن بعدها كشف انه الاصمعي ورجع كل شي الى مكانه من خزانة الدولة